كان المصريون على موعد مع حادث كارثي بعد سقوط طائرة تابعة لشركة “مصر للطيران”، قادمة من باريس إلى القاهرة، وتم العثور على بعض حطامها، اليوم الجمعة، على بُعد 290 كيلومترًا شمال الإسكندرية، ما أدى لوفاة 66 شخصًا.
قصص كثيرة لمصريين وأجانب من المسافرين على تلك الرحلة، أدمت القلوب، لكن حكاية طبيب المحلة الدكتور “أحمد العشرى” وزوجته المعيدة ريهام مسعد، كانت شيئًا آخر.
فبعد إصابة “ريهام” بمرض السرطان، صمم “أحمد” على علاجها خارج البلاد، نظرًا لتأخر حالتها الصحية، ما أرغمه على بيع الكثير من ممتلكاته لعلاجها، إلا أنه لم يكن يعلم بأن القدر كان يذهب بهما إلى حتفهما.
لم ينته الأمر هنا، فكان لهما طفلتين فى سنوات الطفولة وأكبرهم ذو 7 سنوات، ظنا منهما أنها بداية سنوات الفرحة ولم يعرفان أنها نهاية بؤس الحياة وأن فى هذه الطائرة كان قدرهما محسوما.
نعى الكثير من معارف الزوجين ببيالغ الحزن والأسى، من بينهم كانت الدكتورة شيرين فتحي، رئيس مجلس إدارة مدارس “ليدرز” الملتحق بها أولادهم، عبر الحساب الرسمى للمدرسة على “فيسبوك”: “قبل سفر الأب اتجه ليدفع اشتراك وتذاكر حفلة بناته في بوب ليدرز وكان برفقته لأول مرة عم الأولاد ليريه المدرسة والحضانة وقال (مش عايزين حاجة تاني.. دي آخر فلوس هدفعها أنتمم أحرار).
وتابعت “طلبت بوب ليدرز منه تأجيل السفر إلي بعد الحفلة… قال (لا صعب مش عايزها تتعب لو حصل لها حاجه أنا مش عارف ممكن أعيش إزاي ..يا نموت سوي يا نعيش سوي …مقدرش أتخيل الحياة هتبقي إزاي من غيرها”.
بينما المهندس محمد الشناوى أحد أصدقاء الطبيب، فنعى بكلمات تدمع لها القلب بعدما أوضح أنه متزوج ولديه 3 أبناء، أكبرهم فى الصف الأول الابتدائى: “أبتليت زوجته ريهام بمرض خبيث ومات أبوها منذ وقت قصير ولحقته أمها، وباع أحمد كل شيء لينقذ زوجته”.
وأضاف: “ترك أطفاله الثلاثة مع والدته، وقضى مع زوجته شهرا فى العاصمة الفرنسية لاستكمال العلاج، وفور صعوده الطائرة لم تصل عنه أية أخبار”، موضحا أن والدته وأطفاله فى حالة يرثى لها، ودائمين السؤال عن أبويهما”.
وتابع: “الوضع مذر للغاية.. ومؤسف جدًا.. والأطفال يمزقون القلوب – إذ كانوا يستعدون لاستقبال والديهم في مطار القاهرة، لكن الأمر أتى من السماء – لا تذهبوا – فـ بابا وماما لن يصلوا إلى القاهرة… كما لن يصل من كانوا معهم جميعا”.
إرسال تعليق