"النعوشة" أو "أم الصبيان" أو "أم الذراري" المرعبة في تونس ! المرأة الملعونة !
في التراث الشعبي التونسي، توجد العديد من الأساطير والخرافات التي أثرت في الثقافة والتقاليد على مر العصور. واحدة من تلك الأساطير المرعبة التي لا تزال تُروى في القرى والمدن هي قصة "النعوشة" أو "أم الصبيان" أو كما تُعرف أيضًا بـ"أم الذراري". هذه الشخصية الغامضة والمخيفة تُعتبر أحد رموز الخوف والرعب، وتُحكى قصصها بهدف تخويف الأطفال وإبعادهم عن التصرفات السيئة.
من هي "النعوشة"؟
تُصور "النعوشة" في الثقافة الشعبية التونسية كروح شريرة أو جنية تخرج ليلاً لتطارد الأطفال الصغار والمذنبين. تُعرف بقدرتها على إلحاق الأذى، وخاصة بالأطفال غير الملتزمين، إذ يُعتقد أنها تخرج لتمسك بهم وتأخذهم إلى مكان مجهول. وصفها يتنوع من منطقة لأخرى، لكن الغالب أنها كيان مخيف يتميز بمظهر مرعب، ذو شعر طويل، وملامح غريبة.
"أم الصبيان" وعلاقتها بالأمهات والأطفال
الاسم "أم الصبيان" يشير إلى ارتباطها الوثيق بالأطفال، حيث كان يُعتقد أنها تستهدف الأطفال الرضع أو الصغار إذا لم يُحسن العناية بهم. في بعض المناطق، تُروى قصص عن كيفية تسبب "أم الصبيان" في أمراض غامضة أو حالات فقدان للأطفال. لذلك، كانت الأمهات تحرصن على اتباع تقاليد معينة لحماية أبنائهن من هذا الكائن الغامض.
الأسطورة عبر الأجيال
تمتاز الأسطورة بقدرتها على الانتقال من جيل إلى جيل عبر الحكايات الشعبية والسهرات الليلية التي تُروى فيها القصص المخيفة. كان الهدف منها في الغالب توجيه الأطفال وتربيتهم بطريقة غير مباشرة، حيث تُستخدم "النعوشة" كوسيلة للتهذيب أو منعهم من القيام بأعمال قد تؤذيهم مثل التجوال ليلاً أو عدم احترام الكبار.
المرأة الملعونة: تفسير اجتماعي ونفسي
البعض يفسر شخصية "النعوشة" أو "المرأة الملعونة" على أنها رمز اجتماعي يعكس مخاوف الأمهات في المجتمعات التقليدية. قد تكون الأسطورة وسيلة للتعبير عن القلق على سلامة الأطفال أو لتحذيرهم من الأخطار الحقيقية الموجودة في البيئة المحيطة. من جهة أخرى، يمكن اعتبارها رمزًا للأنثى المكبوتة في المجتمع التونسي القديم، حيث تُجسد المرأة الملعونة كيانًا متمردًا وشريرًا.
إرسال تعليق