بعد حملة الإيقافات الأخيرة/ الحبيب الصيد يخرج عن صمته: لهذه الأسباب لم أعتقل الجراية

قال الحبيب الصيد رئيس الحكومة السابق في تصريح لموقع “آخر  خبر أونلاين”، امس الأحد 28 ماي 2017 ، إن حملة اعتقال المتهمين بالفساد خلال الفترة الأخيرة عملية إيجابية وفي مصلحة تونس، وأضاف “إننا اذا انطلقنا في الحرب على الفساد فيجب أن نواصل إلى النّهاية لأن في مثل هذه القضايا لا مجال للعودة إلى الوراء وبالتالي يجب إحراق جميع المراكب كما فعل طارق بن زياد حتى نمنع أي تراجع في هذه الحرب لإن التراجع يعني النكسة . وأتمنى أن تساهم هذه الحملة في انقاذ البلاد لإن لها تأثيرا إيجابيا على معنويات الشعب التونسي”.






وردا على سؤال إن كان قد وجد عراقيل منعته من التقدم في الحرب على الفساد لمّا كان رئيسا للحكومة، قال الصيد إن الأمر لا يتعلق بوجود عراقيل بل يتعلق بترتيب أولويات ، وقد “قرّرت القيام بإيقافات في صفوف المشتبه بهم في الفساد ولكن خصوصيات تلك المرحلة واعتباراتها حالت دون ذلك، فقد كانت الأولوية الكبرى في تلك المرحلة للحرب على الإرهاب”.
صحيح أني كنت على وعي أن شفيق جراية يشكل خطرا على الأمن العام ولكن عدة معطيات حالت دون اتخاذ قرار إيقافه، فالجميع يعلم أن أي قرار يتخذه رئيس حكومة أو رئيس جمهورية يجب أن يراعي عدة إكراهات منها مصلحة البلاد العليا، لأن من يتخذ القرار وحده من سيتحمل تبعات قراره.
ولكن لا يجب على أي مسؤول أن ينكر جهود من سبقه ويقول أن ما  قدمه الذي سبقني كان خاطئا، وينسب الإنجازات لنفسه، لأن العمل الحكومي هو تراكم وتواصل، فأنا لم أقل يوما أن من سبقني لم يقدم شيئا ولكنّ الحقيقة أن حملات مكافحة الفساد تم الإعداد لها خلال فترة حكمي والتاريخ سوف يحكم على الجميع، فقد أردت القول على سبيل المثال أن من يزور الجهات ويقول إن من سبقني قدّم مجرد وعود ولم يطبقها يجب أن يعلم أنه ليس هو من لم تأت به الأوائل. لقد استمعت إلى نائب يقول إن الحكومة السابقة اتخذت 120 قرارا ولم تطبق أيا منها وهذا كلام غير صحيح لأن هناك ظروفا و إكراهات كثيرة حالت دون انجاز بعض القرارات وليس كلها.






اليوم أنصح الحكومة الحالية أن تواصل في نفس الاتجاه و أن تُأسس على إيجابيات من سبقها و أن لا تعود في كل مرة إلى نقطة الصفر. فالآن مثلا يجري تطبيق عديد النقاط التي وردت في المخطط التنموي السابق وهذا لا يمنع طبعا تعديل بعض نقاطه وتطويرها، و أنا دائما متفائل لأن الحملة الأخيرة ضد الفساد أتت في وقتها وحققت انعكاسات إيجابية، لا سيما وقد تزامنت مع ما حدث في تطاوين و ساهمت في تطويق الأزمة وتخفيف الاحتقان و إعادة الثقة من أجل انطلاقة جديدة.

Post a Comment

أحدث أقدم