كشفت الوحدات الأمنية لإقليم الامن الوطني بقفصة قبل ايام- اثر عملية استخباراتية وصفت بالنوعية- مخططا ارهابيا دمويا كان يستهدف ولاية قفصة وتحديدا معتمدية السند لإعلانها إمارة داعشية بقوة السلاح، حيث القت القبض على عشرة مشتبه بهم ممن يتبنون الفكر الداعشي الارهابي تتراوح أعمارهم بين 25 سنة و50 سنة بينهم ثلاثة موظفين بوزارة التربية وحجزت مجموعة من الكتب التكفيرية والمناشير التحريضية المكفرة للدولة والأمن والجيش وهواتف محمولة قبل ان تحيل المشتبه بهم خلال الأسبوع الجاري بحالة احتفاظ على أنظار قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الاٍرهاب لمواصلة التحقيقات.
تفاصيل العملية تفيد بان اعوان فرقة أمنية مختصة بإقليم الامن الوطني بقفصة، وفي اطار تعقب العناصر التكفيرية المشبوهة والتصدي للمخططات الاجرامية والارهابية ساورتهم إثر عملية استخباراتية شكوك حول تحركات مريبة وتصرفات مشبوهة لموظف بوزارة التربية يقطن بالجهة عرف بتشدده الديني، ونظرًا للظرف الأمني الاستثنائي الذي تمر به البلاد وخطورة المعطيات التي توفرت حول أنشطة هذا العنصر داهموا-بالتنسيق مع النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بقفصة – مقر إقامته وألقوا القبض عليه.
مبايعة داعش
بتفتيش المحل السكني عثر الاعوان على كتب تكفيرية ووثائق وصفت بالخطيرة على الامن القومي، فحجزوها واقتادوا المشتبه به الى المقر الأمني، حيث بالتحري معه حاول في البداية التمويه والتضليل، ولكن بمحاصرته بالأسئلة ومواجهته ببعض القرائن المادية والمعلومات انهار واعترف بالمخطط المرعب الذي كان يخطط لتنفيذه على مراحل رفقة عناصر تكفيرية ادلى بهويات عدد منها وإعلان مدينة السند إمارة داعشية حين تحين ما قال انها «ساعة الصفر».
مداهمات وايقافات
وأكد المشتبه به الموقوف انه وعدد من العناصر المتشددة دينيا بينهم موظفان آخران بوزارة التربية وجزار وفلاح وصاحب شركة خاصة بايعوا منذ فترة تنظيم داعش الارهابي كما بايعوا موظفا بوزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال اميرا لهم وهو عنصر تكفيري معروف لدى المصالح الأمنية، اذ سبق ايقافه ولكن اطلق سراحه بعد التحقيقات القضائية، كما تطرق الى الهدف الرئيسي من تكوين هذه الخلية الإرهابية، وبناء على ذلك نفذت قوات الامن سلسلة من المداهمات باذن من النيابة العمومية القت في أعقابها القبض على ثمانية مشتبه بهم كلهم من المتشددين دينيا، من بينهم عنصر عائد من ليبيا، واخرون اوقفوا سابقا في قضايا ارهابية وأخلي سبيلهم فيما القت وحدات الامن بصفاقس امس الاول القبض على أمير الخلية بعد فراره إلى عاصمة الجنوب.
الهدف المحبط
كشفت المعطيات التي تحصلت عليها “الصباح” ان هذه الخلية المتكونة مبدئيا من عشرة تكفيريين يتبنون الفكر الداعشي الارهابي، سيطروا عامي 2012 و2013 على احد المساجد بالجهة وتمكنوا من استقطاب عدد كبير من المصلين في ظل الانفلات الأمني حينها وضعف الدولة في مقاومة تلك الظاهرة واسترجاع المساجد، ومع وصول تنظيم داعش الارهابي الى ليبيا ووضعه موطن قدم بدرنة ثم سرت بدأ هدف الخلية يكبر.
اذ خطط عناصرها –وفق المعلومات في البداية لاستقطاب المزيد من الشبان ودمغجتهم وتنظيمهم في شكل خلايا نائمة تكون بمثابة الحاضنة لهم زمن اي «مهمة» ثم المرور الى المرحلة الثانية من الخطة وهي تلقي الدعم المالي واللوجستي من “داعش ليبيا” وتجميع الاسلحة بعد تهريبها عبر الحدود الليبية التونسية، وفي النهاية وتحديدا في»الساعة الصفر» -اي اثر تلقي التعليمات- الهجوم المتزامن على مقرات السيادة بمدينة السند من بينها مركز الامن الوطني ومركز الحرس الوطني وتصفية الاعوان والاستيلاء على أسلحتهم ثم إعلانها إمارة داعشية بقوة السلاح على ان تلتحق بهم العناصر المشكلة للخلايا النائمة وعناصر داعشية من مناطق تونسية اخرى وربما عناصر من ليبيا.
هذا الهدف الرئيسي الذي يبدو ان هذه الخلية خططت له في انتظار تلقيها التعليمات بالتنفيذ بعد إعداد العدة وإتمام مختلف مراحل الاستعدادات من حيث الاستقطاب والدعم اللوجيستي والتسليح، ولكن الوحدات المختصة بإدارة اقليم الامن الوطني بقفصة كانت بالمرصاد لمثل هذه المخططات واحبطتها في المهد منقذة بالتالي مدينة السند من سيناريو بنقردان.
إرسال تعليق