بقلم سيف الدين عريبي
لن تُمحى من ذاكرتي تلك الأم وابنتها الصغيرة يوم إغتيال الشهيد شكري بلعيد.
بين المتظاهرين، التزاحم، التدافع، الهتافات.. لفت إنتباهي صوت إمرأة تحادث إبنتها التي لا تزال في عمر 6 أو 7 سنوات.
كلمات كان لها الوقع الكبير في نفسي ولازالت عالقة في ذهني لا تفارقني مطلقا.
رغم كِبر البأس وشدّة الصدمة أن يقع إغتيال بتلك الطريقة في البلاد، لم تتردد تلك الأم في الاجابة عن سؤال إبنتها البريء ولم أتردد بدوري في إستراق السمع لعلّه موقف عظيم، درس عظيم وإن اختلفت الصفات فإن المعنى واضح.
قالت «أمي علاه قتلوه الإرهابيين؟»
توقف الزمن وعقارب الساعة، كل ذهني مركز على الأم أنتظر الجواب بلهفة فاقت ما ترجوه البنت الصغيرة بكثير.
ردّت الأم على إبنتها «هؤلاء فكرهم ظلامي، أعداء النور، اعداء لكلمة الحق، أعداء للإبداع، أعداء للتقدم والحداثة، ثقافتهم القتل، التنكيل، الاستبداد، الرجعية..
قتلوه لأنه مخالف لهم لأنه لا يحمل أفكارهم الشيطانية، قتلوه خاطر عارض أفغنة هالبلاد....»
ردّت البنت الصغيرة « بالروح بالدم نفديك يا تونس» في تناغم مع صوت المتظاهرين..
ذكرى تحيا في نفسي كل ما يقع عمل جبان وغادر بالبلاد.
الإرهاب لا دين له، الإرهاب لا يخدم الا الرجعية ويحطم أيام من التقدم والحداثة بلغناها بعد جهد كبير وتضحيات رجالات من زمن الكفاح ايام الاستعمار بلوغا الى زمن بناء الدولة الحديثة غداة الاستقلال.
تحيا تونس ولا عاش فيها من خانها ورحم الله شهداء الوطن.
إرسال تعليق