تحديات إجراء عمليات جراحية في الفضاء



ينطوي استكشاف الفضاء على مخاطر وتحديات عديدة. ولكن ماذا لو تعرضت لمرض خطير أو إصابة بالغة؟ إليكم هذا التحقيق الذي أجرته "بي بي سي فيوتشر".
يجري الإعداد حاليا للمؤتمر العالمي للطب في الظروف الأكثر صعوبة، والذي سيعقد في العاصمة البريطانية لندن، لكنه ليس للأشخاص ضعيفي القلب.
لدى تسللي إلى الجزء الخلفي لقاعة المحاضرات الرئيسية، وجدت السير رانولف فينيس، مستكشف الفضاء الذي حطم أرقاما قياسية، مسترسلا تماما في وصفه المباشر لحالة رفيقه الذي أصيبت قدمه بلفحة صقيع أثناء رحلة استكشافية في القطب الشمالي.
وشرح فينيس بالتفصيل كيف زالت رقاقة من الجلد في جزء من قدم صديقه بسبب الحذاء، حتى كشفت نهايات الأعصاب في ذلك الجزء المصاب. وعرض فينيس صورا لتلك الإصابة، لكن حتى المسعفين المتمرسين وسط الحضور أداروا أنظارهم بعيدا عنها.
لقد سافر السير رانولف إلى أقاصي الأرض لمواجهة البيئات الأكثر برودة، وارتفاعا، وخطورة أيضا. وكان بالكاد قد بقي على قيد الحياة عدة مرات ليحكي لنا الحكاية، إذ عانى من الجوع والمرض وفقدان أصابعه من لفح الصقيع، إلى درجة أنه بتر بعضها بنفسه.
لقد كانت القدرة على الارتجال وعلاج الإصابات والأمراض وحتى إجراء عمليات جراحية في ظروف غاية في الصعوبة والعزلة دعامة أساسية للمستكشفين على مر القرون. وفي الوقت الذي تفكر فيه وكالات الفضاء في إرسال بعثات إلى القمر والمريخ، فإن المتحدث التالي في المؤتمر كان مهتما بطب الطوارئ في آخر مرحلة من حدود الاستكشاف.
أقر مايكل بارات، الطبيب ورائد الفضاء في وكالة ناسا عندما تحدثت إليه بعد المحاضرة بأنه "قد تمت مقارنته بالدكتور مكوي من ستار تريك- ما أشعره بالإطراء". وأردف قائلا:"إلا أننا لم نصل إلى تلك النقطة حيث يكون لدينا طاقم كبير بما فيه الكفاية أو أن نكون بعيدين بما فيه الكفاية ليكون لدينا طبيب متخصص".
وفي الواقع يمكنك نسيان أي صور لأن يكون لديك مساحات للمرضى في الفضاء البكر مع أرائك مريحة وأضواء ساطعة أو تحقيقات طبية يمكن أن ينتج عنها أصداء ذات علاقة بمستقبل الطب.
فالمرافق الطبية على متن المحطة الفضائية الدولية بدائية جدا، وهي تقريبا على نفس مستوى المعدات الموجودة في حمامات السباحة العامة.

Post a Comment

أحدث أقدم