المرزوقي يكشف سر استقالة صرصار

منذ سنة تقريبا دعيت للحديث في لقاء للمجتمع المدني عن الانتقال الديمقراطي في تونس وكان شفيق صرصار حاضرا.
قلت أنني قبلت بنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة رغم اقتناعي أنها كانت حرة ولم تكن نزيهة لكي لا تدخل تونس في مسار عرفته دولة ساحل العاج وأدت إلى اقتتال داخلي أنهك البلاد .
حال نهاية الجملة وقف الرجل وخرج محتجا على ما اعتبره مسا بكرامته ولم يسمع بقية الكلام ألا وهو أن نزاهة الانتخاب لا تتعلق بإجراءات تقنية يوم الانتخاب ولكنها مرتبطة أيضا بالمناخ العام.
كل الناس تعرف أن الإعلام كله كان في خدمة مرشح ( وقد سمع الناس تسريبات أحد أباطرة الاعلام الفاسد يعترف بعظم لسانه بالأمر )






كل الناس كانت تعرف الدور الذي لعبه المال الفاسد.
لكن هذا المناخ المحدد للنتائج لم يكن على ما يبدو أمرا مهما بالنسبة للسيد صرصار وفريقه .
وفي خطاب افتتاح مؤتمر الحراك حذرت من كون الانتخابات المقبلة قد تكون أفسد من السابقة بحكم عقلية من يحكمون وغياب مفهوم التداول السلمي على السلطة وأن المعركة المقبلة لن تكون بخصوص من سينتصر بقدر ما ستكون في إنقاذ ما تبقى من الديمقراطية التي عفنها المال الفاسد والزبونية والتوجه نحو الحكم العائلي وتغيير الدستور الوحيد الذي توافق عليه التونسيون لأول مرة في تاريخهم .
اليوم يتضح فعلا بهذه الاستقالة أن مخاوفي كانت في محلها ومن حسن الحظّ أن الرجل اكتشف طبيعة من يحكمون وما الذي يخططون له.
إن الشعب التونسي لم يتكلف كل هذا العناء ولم يخسر كل هذه العقود ولم يمت الشهداء لنمرّ من دكتاتورية فاسدة إلى ديمقراطية فاسدة .






يتحدثون عن انتقال نحو الديمقراطية ونحن نتراجع كل يوم خطوة إلى الوراء وفي كل المجالات وقد اتضح حجم الخديعة التي تعرض لها الشعب وحجم المؤامرة على ثورة سلمية ديمقراطية كانت ستضعنا في مصاف الشعوب الأكثر تقدما سياسيا واجتماعيا وأخلاقيا ….واليوم انظروا المستنقع الذي وصلنا إليه.
فإلى الدفاع عن الديمقراطية أيها التونسيون والتونسيات ….ديمقراطية فعلية تمكن من تطهير البلد من سرطان الفساد والذي طالما بقي ساريا في جسد المجتمع فلن يكون هناك لا استقرار ولا استثمار ولا ازدهار…وخاصة لا كرامة ولا حكم القانون وسيادة القيم.


منصف المرزوقي

Post a Comment

أحدث أقدم