أثارت استقالة مدير عام الأمن الوطني بتونس عبد الرحمان بالحاج جدلا واسعا داخل المجتمع خاصة وأنها قد تزامنت مع عملية اغتيال مهندس الطيران محمد الزواري بصفاقس.
استقالة عبد الرحمان بالحاج اعتبرها بعض الأطراف نقطة فاصلة في تاريخ تونس وسيرا نحو مجهول قد يؤدي الى خراب البلاد خاصة وأن أنباءا قد راجت ليلة البارحة بشأن تقديم أربعة مدراء عامين آخرين لاستقالتهم لمساندة عبد الرحمان بالحاج.
كما أكدت بعض التسريبات الاعلامية أن خلافا بين وزير الداخلية و مدير عام الأمن الوطني قد أدى الى استقالته.
هل هي استقالة أم اقالة؟
“المصدر ” اتصل بالخبير الاستراتيجي والأمني العميد علي الزرمديني الذي أكد أن استقالة مدير عام الأمن الوطني كانت منتظرة استنادا الى التسلسل المنطقي للأشياء خاصة في ظل توتر العلاقة بين المؤسسات صلب وزارة الداخلية.
وأشار الزرمديني أن خلافا مع بقية الأسلاك قد أثر على الجو العام و هو ما أدى الى هذه النتيجة الحتمية وهي الاستقالة منوها الى ضرورة عدم تجاوز أي شخص لصلاحياته.
ونوه محدثنا الى أنه سواء أكانت استقالة أم اقالة فان النتيجة واحدة فقط مع اختلاف في الشكل وذلك في اشارة الى ما تم تداوله بشأن الضغط على مدير عام الأمن الوطني من طرف رجل أعمال و سياسي نافذ.
كما فند الزرمديني خبر تقديم أربعة مدراء للأمن استقالاتهم لمسانة بالحاج مؤكدا أن العمل صلب وزارة الداخية يستند الى الالتزام وعدم التأثر بالأشخاص مشددا على أن وزارة الداخلية لم تشهد مثل هذه التصرفات من قبل.
واضاف محدثنا أن أجندات سياسية وراء نشر هذه الشائعات المغرضة في وسائل الاعلام من لأجل خدمة المصالح الخاصة مشيرا الى أن التناول المنطقي والموضوعي قد غاب على بعض التحاليل.
ما العلاقة بين استقالة عبد الرحمان بالحاج واغتيال محمد الزواري؟
بعض التحاليل الاعلامية ذهبت الى وجود علاقة بين استقالة مدير عام الأمن الوطني وعملية اغتيال مهندس الطيران “محمد الزواري” الذي قضي على يد أطراف مجهولة رميا بالرصاص أمام منزله بصفاقس.
ومن جانبه أكد الزرمديني أنه لا يجب عدم ربط هذه الحادثة التي هزت الرأي العام ببعض الوقائع الأخرى مشيرا الى أن التحقيق سيحدد المسؤوليات.
وأشار محدثنا الى أن عملية الاغتيال ترقى الى مستوى الجريمة المنظمة التي يمكن أن تقع في أي لحظة وفي أي مكان أو زمان سواءا أكانت مخططة أو عرضية مؤكددا أن الحقيقة كاملة لا يملكها سوى الباحث الذي سيأخذ بعين الاعتبار كافة المعطيات بموضوعية وبدون تأثيرات سياسية.
كما أكد الزرمديني أن هذه الجريمة تكشف مدى خطورة الوضع في تونس في ظل الوضع المضطرب محليا واقليميا ، مشيرا الى أن عملية الاغتيال قد تم التخطيط لها مسبقا وتبرز مدى حرفية الطرف القائم بالعمل الاجرامي من حيث التخطيط والاعداد والتنفيذ.
وذكر أن وزارة الداخلية أكدت في بلاغ صادر عنها اليوم الجمعة 16 ديسمبر 2016 أنه قد تم القبض على خمسة عناصر على علاقة بعملية الاغتيال.
إرسال تعليق