اخترقت حاجز الصوت.. لماذا توقفت الكونكورد عن التحليق؟





طائرة رائعة التصميم تخترق سرعتها حاجز الصوت وتتجاوزه للضعف. اختصارها المدة الزمنية المستغرقة في الطيران إلى أقل من النصف أدى إلى إحداثها ثورة في مجال النقل الجوي. ولكن، توقف العمل بها نهائيا عام 2003، فما هو السبب؟
بدأ دخول طائرة الكونكورد مجال الخدمة رسميا عام 1976، وتم تصنيعها باتفاق مشترك بين المملكة المتحدة والجمهورية الفرنسية، وتعني كلمة "كونكورد" التناغم أو الاتحاد، في إشارة للتعاون القائم بين البلدين.
قطعت طائرة الكونكورد رحلات عابرة للمحيطات، حيث أن الهدف الرئيسي منها كان اختصار الرحلات التي تستغرق وقتا طويلا، فسافرت من مطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن أو مطار شارل دي غول بالعاصمة الفرنسية باريس إلى مطاري جون كينيدي بنيويورك ومطار دالاس بواشنطن.


وعلى الرغم من أن الصورة قد تبدو إيجابية حتى الآن، إلا أن بعض العيوب الخطيرة ساهمت في إنهاء هذا المشروع الطموح وإيقافه عن الخدمة.
  • عيوب في التصميم
يرجع السبب الأول في الأساس إلى تصميم طائرة الكونكورد، إذ كانت هناك معايير خاصة تتعلق بشكلها الخارجي وحجمها حتى يصبح باستطاعتها اختراق حاجز الصوت.
وقد أدت هذه المعايير إلى عدم قدرة طائرة الكونكورد على استيعاب أعداد الركاب التي تستطيع طائرات البوينغ الاعتيادية استضافتهم في الرحلات الجوية.
  • ليست عملية
وفي نفس الوقت، أدى استهلاك طائرة الكونكورد لكميات كبيرة من الوقود اللازم لتحقيقها سرعات تتجاوز سرعة الصوت إلى زيادة أسعار الرحلات بصورة كبيرة، الأمر الذي جعل خدمتها الجوية مقتصرة على طبقة معينة من الركاب.



    • أخطاء مميتة
    أما السبب الثاني فيعود إلى المشاكل التقنية التي ازداد ظهورها بمرور الوقت، إذ تحطمت إحدى طائرات الكونكورد عام 2000 بالعاصمة الفرنسية باريس بعد مغادرتها مطار شارل دي غول في طريقها لمطار JFK بمدينة نيويورك، ما أدى إلى مقتل ركابها الـ 100 وطاقم الطائرة المكون من تسعة أفراد، بالإضافة إلى أربعة أشخاص على الأرض.
    ويرجع سبب هذا الحادث إلى سقوط قطعة حديدية من أجزاء الطائرة أثناء الإقلاع أحدثت ثقبا في إحدى عجلات الطائرة المطاطية التي انفجرت واحترق خزان الوقود بالطائرة.
    وتعرضت طائرة الكونكورد لحوادث أخرى غير مميتة، إلا أنها أظهرت العديد من العيوب الشديدة الخطورة في تصميمها.
    • إزعاج لمن في الأرض
    وأدى اختراق طائرة الكونكورد لحاجز الصوت عند الإقلاع إلى إصدار دوي كبير أدى دائما إلى تأثر البنايات العالية وتكسر نوافذها، وهو ما يتعارض مع قوانين الطيران بالولايات المتحدة الأميركية، ما أدى إلى حظر طيرانها فوق أراضي الولايات.
    وبنهاية عام 2003، خرجت طائرة الكونكورد من الخدمة لتصبح قطعة من التاريخ، وقطعت إحدى طائرات الكونكورد آخر رحلة لهذا الطراز من مدينة نيويورك إلى مدينة سياتل في ثلاث ساعات و 55 دقيقة، لتستقر في متحف الطيران بالمدينة.



    Post a Comment

    أحدث أقدم