لا تزال الحادثة المؤسفة التي جدت مؤخرا في مدينة سوسة العتيقة والمتمثلة في استقطاب شيخ وشاب لأطفال متسولين إلى منزلهما واغتصابهم وتخديرهم ثم تصويرهم في وضعيات مخلة بالأخلاق تثير الكثير من التداعيات.
وبعد تعرض «الشروق» في عدد سابق إلى هذه الحادثة حرصنا على مزيد تسليط الضوء على ما وقع في ظل ما أحدثته من جدل وتعدد الروايات فقمنا بزيارة الحي الذي وقعت فيه الحادثة والمكان الذي استقطب منه هذان الشخصان الأطفال وما يشكله من خطر كنقطة سوداء في وسط مدينة سوسة والتقينا بالعديد من الأشخاص في شهادات مثيرة تخص هذه الحادثة.
وأجمع متساكنو الحي الذين استجوبناهم على أن ما كان يقوم به الشيخ تم في كنف السرية ولم يلاحظوا يوما ما هو مريب وقد يكون حسب تقديرهم يجلب الأطفال في الصباح الباكر لأن أغلب الشباب يسهرون في هذا الحي ليلا على حد تعبيرهم، مؤكدين أن هذا الشيخ من تونس العاصمة وهو أب لطفلين جاء منذ بضعة أشهر إلى المدينة العتيقة بسوسة واكترى أحد المنازل بها.
وذكر أحدهم قائلا «هذا الشيخ هو خريج سجون كان مهاجرا في فرنسا ثم رجع إلى تونس وقد قضى عشر سنوات في السجن في قضايا سرقة ومخدرات وكان يتعرض دائما إلى السخرية والتهكم من طرف مجموعة من الأطفال الذين يتواجدون معه في ساحة «سيدي يحيى» مما جعله ينقم عليهم إلى درجة أنه أصبح يستدرجهم ويغتصبهم ثم يهددهم بصورهم العارية».
وذكر أحد الجيران قائلا «لقد زرت هذا الرجل في منزله بحكم أن صاحب المنزل صديقي لتركيب هوائي فوجدت معه طفلا ولم أكن أتصور أن في الأمر سرا وكان معه أيضا شاب في العقد الثاني من عمره وهو شريكه في الاعتداءات التي كان يقوم بها»، وأكّد صاحب مطعم في ذلك الحي قائلا «كل يوم يمر هذا الشيخ أمامي بمفرده ومن يراه يقول إنه ملائكة ولم تظهر من تجاهه أي شبهة ولو مس أحد أطفالنا لذبحناه، أعتقد أن الأطفال الذين يعتدي عليهم من خارج حيّنا وقد يكون يدخل إلى منزله من منافذ أخرى وما حدث هو إساءة لنا ولكل الحي وهي سابقة في حينا وفي ولاية سوسة ككل».
وإن كان البيت الذي اكتراه هذا الشيخ وراء مَعْلَمَيْن ثقافيين وهما متحف سوسة ومسرح الهواء الطلق بسيدي الظاهر فإن المكان الذي كان يجلب منه الأطفال هو «ساحة يحيى بن عمر» أو ما يعرف بـ»جردة سيدي يحيى» أمامها مكتبة «يحيى بن عمر» يتردد عليها تلاميذ وطلبة، وهي ساحة تعتبر نقطة سوداء وسط مدينة سوسة يتجمع فيها العديد من المنحرفين والمنحرفات بمختلف أصنافهم وأعمارهم.
وأكّد لنا بعض الذين يترددون على هذا المكان ومنهم من هو مقيم في هذه الساحة كامل النهار وجزء من المساء أن مختلف الاعتداءات تقع في هذا المكان إلى جانب كثرة الأطفال المنحرفين وكل من يهرب من والديه يأتي إلى هذه الساحة على حد تعبيرهم وقد حرص العديد من الذين وجدناهم في هذه الساحة على إيصال أصواتهم والإبلاغ عن مشاكل اجتماعية يعانونها ومنهم العديد يصطحبون أطفالهم بمن فيهم الرضع.
رضوان شبيل
المصدر : الشروق
إرسال تعليق